"مصرالان"يدق ناقوس الخطر: حقن المضاد الحيوى بها سم قاتل
" من حكمدار العاصمة إلى المواطن أحمد إبراهيم القاطن بدير النحاس، لا تشرب الدواء الذي أرسلت ابنتك في طلبه، الدواء فيه سم قاتل"، من العبارات الشهيرة التى تعلق بها المصريون عبر الأجيال منذ عرض فيلم "حياه أو موت " ، هذا المشهد الذى نتابعه بنفس التوتر والقلق ـ خوفا من أن يأخذ المواطن أحمد إبراهيم الدواء ـ فى كل مرة يعرض فيها الفيلم الرائع ، أصبح مشهدا حقيقيا فى أيامنا الحالية بسبب التحذيرات المتكررة لكل الأهالى بعدم إعطاء أطفالهم حقن مضاد حيوى إلا بعد (إستشارة الطبيب المختص ) بعد وفاة ما يقرب من 15 طفلا خلال الفترة الماضية بسبب حقن المضاد الحيوى التي يلجأ الاهالي إلي أقرب صيدلية لهم أو أي شخص يستطيع إعطاء حقن لإعطائها لأبنائهم لذلك بات ظاهرة وناقوس خطر يهدد أبنائنا.
وإنتشرت خلال الأيام القليلة الماضة تحذيرات من حسابات خاصة ببعض الأطباء والصيادلة لعدم إستخدام أى حقن مضاد حيوى تتضمن عدد من المواد الفعالة التى تسببت فى وفاة الأطفال خلال الفترة الماضية ، من بينها تحذيرات أسماء كمال "طبيبة صيدلانية " التى ذكرت عبر حسابها الشخصى بموقع فيس بوك ما يفيد بضرورة منع أخذ حقن مضاد حيوي "راميتاكس "أو "يونيكتام" التابع لشركة راميدا أو أى شركة آخرى فى الفترة الحالية حتى إذا كان إختبار الحساسية "سالب " بسبب وجود غش فى الحقن تسبب فى وفاة أكثر من 10 أفراد .
وكانت الحكاية قد بدأت منذ ما يقرب من شهرين عندما توفيت طفلتان بمحافظة الإسكندرية بعد حقنهما بإحدى الصيدليات بحقنة لعلاجهما من البرد ، حيث صرح وجيه عمار "جد الطفلتين" أن إيمان وساجدة كانت لديهما أعراض دور برد عادى فإصطحبهما الأهل إلى الطبيب الذى كتب حقن مضاد حيوي عبارة عن ثلاث جرعات ، وبالفعل أخذوا أول جرعة فى الصيدليه بعد إجراء إختبار الحساسية ولم يحدث أى شىء ، وفى وقت الجرعة الثانية ذهبوا إلى صيدلية آخرى ولم يجدوا الحقنة ،فاضطروا للحصول على البديل المكتوب بروشتة الطبيب ،لكن هذه المرة لم يتم عمل إختبار حساسية للمادة الفعالة الموجودة بالحقنة ،مما أدى إلى شعور الطفلتان بإختناق شديد وتقيئوا على الفور وذهبوا إلى المستشفى التى فشلت فى إسعافهم فى مدة من 4 إلى 6 ساعات تقريبا .ووقتها أمرت النيابة العامة أمرت بحبس الصيدلانية المتهمة في واقعة وفاة الطفلتين إيمان وساجدة بمينا البصل، احتياطيًّا على ذمة التحقيقات، وحبس عاملين لديها؛ لاتهام الأخيرين بمزاولة مهنة الصيدلة بغير ترخيص، واتهام الأولى بالسماح لهما بذلك، و اتهام العاملة بإعطاء الطفلتين عقارًا تسبب في وفاتهما .
وكانت واقعة وفاة الطفل "كريم" بإحدى المستشفيات الخاصة بالدقى منذ عدة أيام من بين الوقائع المحزنة أيضا ، حيث ذكرت والدته أن "كريم" ، وشقيقه الأكبر"عمار"أصيبا بنوبة برد وسخونية و كحة ، فتوجهت بهما إلى مستشفى في الدقي، وأخبرتها طبيبة بإصابتهما بالتهاب رئوي حاد، فردت عليها بأنها تعمل مساعة صيدلى وأن الإلتهاب الرئوى لا يمكن تشخيصه إلى بآشعة طبية ،لكن الطبيبة تهكمت على كلام الأم وقالت أنها سوف تجرى الآشعه ،لكن من الضرورى أن يحصل الطفلان على حقن مضاد حيوى . وتضيف ألم أنها عندما اعترضت على أخذ أبنائها مضاد حيوي ، تعرضت لهجوم شديد من الطبيبة التى قررت حجز الطفلين فى المستشفى بالإجبار وبمجرد أن حصل الطفل "كريم" الحقنة توفى على الفور ، وتقدمت الأم بشكوى إلى نقابة الأطباء ضد الطبيبة ، وكذلك الممرض الذي حقن طفليها والمستشفى محل الواقعة .
ويؤكد د.جمال عزيز إستشارى الأمراض الباطنية والقلب فى تصريحات خاصة لـ "مصر الآن " أن الكثير من الأطباء حذروا مرارا وتكرارا عن مخاطر حقن المضاد الحيوى فى الصيدليات أو المنازل لكن لا أحد ينتبه ، وخاصة الحقن التى تحتوى على مادة " الكيفالسبورين"،وأوضح أنه من الضرورى أن يتم منع بل وتجريم كتابتها فى أى روشتات سواء بالعيادات الخارجية بالمستشفيات أو داخل العيادات الخاصة بالأطباء لأنها فى كثير من الأحيان تتسبب فى الوفاه بسبب الحساسية المفرطة . ويشدد على أن هناك بعض الأمراض التى تتطلب الحصول على المضاد الحيوى لعلاجها ،لكن لا يفضل الحصول على الحقن فى الصيدلية أو المنزل بدون إجراء إختبار الحساسية لأنها تتسبب فى حدوث صدمة وعائية وإنسداد فورى فى الشعب الهوائية ، وهذه المعلومة معروفة منذ سنوات طويلة لدى كل الأطباء فى مصر وكل دول العالم ،لكن الكثير من الأطباء والصيادلة وكذلك الأهالى يستسهلون الأمر ويتخاذلون فى إجراء إختبار الحساسية من قبيل الإهمال أو التسرع أو الكسل .
وتعلق د.مارى بشرى "صيدلانية " فى تصريحات خاصة ، أنه من الواضح أن حالات الوقاة التى وقعت من أكثر من نوع من الحقن وليس نوعا واحدا ، فهناك مادة تسمى " السيفوتاكسيم" التى توفى بها طفلتى الإسكندرية بعد حقنهما بالجرعة الثانية ، وكذلك طفل والده طبيب وأجرى له إختبار حساسية لحقنه تحتوى على مادة "سيفيترياكسون "ولم يظهر على الولد أى أعراض للحساسية ،لكنه للأسف توفى بمجرد أن أخذ الحقنه ، وتضيف أنها تلقت منذ فترة نشرة تفيد بأن هناك تشغيله مضروبة من دواء يسمى "يونيكتام " وكان يتم سحبه من السوق ، فأعتقد أن ما يقع من حالات وفاة متكررة هى نتيجة لوجود حقن مضروبة فى الأسواق يتم تصنيعها كما يقال تحت "بئر السلم " وغالبا ما يتم توزيعها عن طريق مخازن بخصومات كبيرة جدا وتوضح أنه للأسف تكون شكل العبوات مماثل تماما للعبوة الأصلية للحقن لأنها مقلدة بإحترافيه شديدة جدا لكن التشغيلة تكون مختلفة لأنها مضروبة ، لذلك من الوارد أن تكون تلك الحقن من مصدر غير موثوق فيه لتوزيع الأدوية وهو ما يتسبب فى إزدياد حالات الوفاه ، وتشيرإلى أنه من الوارد أن تكون هناك شوائب فى الحقن أو فساد و تلف فى المادة الخام .وتوضح أن الأمر يستغرق وقتا طويلا حتى يصل من وزارة الصحة إلى الصيادلة ، لذلك تؤكد أنها تفضل التعامل مع شركات توزيع معتمدة ومعروفة والتى يصعب أن تجد لديها أدوية مغشوشة .